المرون: هل إبداء ملاحظات حول كتاب ما يعتبر إنقاصا منه، أم تقويما له؟

بقلم؛ الدكتور مصطفى المرون   

 موضوع للنقاش آمل أن لا يبخل السادة الأساتذة والباحثين والمهتمين الإدلاء برأيهم، لأن تمييع الفضاء الأزرق أصبح سياسة مدبرة لتمييع كل مناحي الثقافة، وكل ما هو جميل في هذه البلاد.
كان الهدف من إحداث موقع لي علي الفايس هو تقديم خدمة للبحث العلمي عن طريق الإفادة والاستفادة. لكن، يظهر من خلال بعض التدوينات الأخيرة المتعلقة بالملاحظات حول كتاب” قبائل جبالة زمن الحماية،” أن البعض لم يستسغ ذلك، وأقحمه في سياق تصفية حسابات شخصية، أو انعدام الحس الأخلاقي، لكن، لم يفكروا أبدا بأنه لا ناقة لي ولا جمل في وجع الرأس هذا. فأن يقتطع المرء وقتا ثمينا من فراغه وراحته، ويهمل عائلته وأولاده، ويصرف من مال أبنائه، ويستنزف طاقة هو أحوج إليها خلال أيام البرد القارس هذه، للإدلاء بملاحظات حول أخطاء شابت كتابا ما، كان علي المؤلف القيام بها، لأنه هو المستفيد الأول ماديا ومعنويا من ذلك، أقول أن الذي يستنزف طاقته في تقويم عمل ما لهو، والله العظيم، أحمق طراطق.
أجيب كل هؤلاء بالمثل القائل: من يحتمي ببيت من زجاج لا يرمي الآخرين بالحجارة. فكما أتقبل النقد، يجب علي الآخرين تقبل ذلك، وخير دليل علي ما أقول هو ما جاء علي لسان أخي وزميلي الدكتور محمد براص، الذي أتقاسم معه هموم البحث العلمي، وهو زميل لي في العمل، في تعليق له علي الملاحظات التي أدليت بها، يقول:
“والله انا لا أفهم سر هذه الموجة العنيفة التي تلحق كل من دخل باب النقد العلمي الرزين، علما أن المسألة كانت محمودة وخاصة عند المؤرخين. ويكفي العودة إلى تجربة القراءات العلمية التي كانت تقدم ضمن أنشطة الجمعية المغربية للبحث التاريخي. فهل أصبح تقويم المعوج عيبا اليوم؟
لهذا فخير سبيل للاستمرار هو تحقيق حوار ونقاش علمي جاد؛ عوض الانتقال إلى الردود السلبية. ولقد قدمت قراءة نقدية جادة لكتاب زميلي المرون، واشهد بكل صدق انه رحب ترحيبا صادقا بها، وأشاد بمضمونها، رغم الملاحظات التي وقفت عندها بشأن الكتاب. بل اخد المبادرة شخصيا لنشرها، إذ ستصدر قرببا بحول الله.
فتحياتي الخالصة لكل مبادرة علمية ونقدية إصلاحية. فما أحوجنا إلى التعديل والإصلاح فداك وحده طريق النجاح
تحياتي الخالصة”.
آمل أن لا تبخلوا برأيكم، حتى نتبين السكة الصحيحة، هل إبداء ملاحظات حول كتاب ما يعتبر إنقاصا منه، أم تقويما له. فأنا لا أبخس الناس أشياءهم.

Loading...