بقلم: عبد الغني السلماني
قبل أيام قال الرئيس التركي إردوغان مخاطبا مواطنيه عن الفيروس كرونا ” نحن لا نفر من قدر الله وقضائه لكن نواجه الفيروس بالعلم، إنه القرار الذي نزل بردا وسلاما لمن أصبحت أنقرة قبلة لهم ، وهناك من نوه بهذا القائد معتبرا تركيا نمودج البلد الذي يجمع بين العلم والإيمان.
وهكذا ظهرت صور تظهر الأتراك وأتباع أردوغان يقدمون المعقم في أبواب المساجد ويمنحون للمصلين الكمامات… لكن هذه النشوة لم تستمر طويلا سرعان ما أعلن وزير الصحة التركي فخر الدين قوجة، مساء اليوم الأحد، عن ارتفاع عدد الوفيات بفيروس “كورونا” إلى 30 شخصا، والإصابات إلى 1236 إصابة. إنها مغامرة ومقامرة بأرواح الناس، وهنا تظهر حكمة السلطات المغربية التي اتخذت قرارا شجاعا وصعبا بإغلاق المساجد وتعطيل الصلوات الخمس وصلاة الجمعة .من سلامة مواطنيها . بالفعل لا نقدر هذه القرارات إلى حين ننتبه لجريننا هنا وهناك .
نفس الشيء بالنسبة لإيران التي تعيش تحت رائحة الموت حيث أعلنت وزارة الصحة الإيرانية تسجيل 129 حالة وفاة، و1028 إصابة جديدة بفيروس كورونا خلال 24 ساعة الأحيرة. وبهذه الأرقام الجديدة يرتفع إجمالي وفيات كورونا في بلاد الفرس إلى 1685 والإصابات إلى 21 ألفا و638 إصابة.
حين تكون السلطة السياسية تستمد شرعيتها من الدين تكون المقامرة غالبا بأرواح الناس ، مدنية السلطة تمنح فرصة للعقل أن يشتغل، والأمل أن يتوسع، والخيال أن يبدع ..كما تمنح فرصة للقلب أن يكون مسكونا بالروحانية التي يريد .
أتضامن مع هذه الدول ضد جائحة الموت. الإنسانية تربطنا و الأخوة تجمعنا الإنسان قيمة في ذاته وغاية نبيلة لا يمكن استغلاله كوسيلة .