تداعيات وباء “كورونا” ترخي بظلالها على الرياضة

عن يومية العلم بتصرف

خلف وباء “كورونا المستجد”، تداعيات كبيرة على قطاعات متعددة، من بينها القطاع الرياضي، الذي شهد تأجيل أكبر تظاهرة عالمية، آلا وهي الألعاب الأولمبية التي كانت ستشهدها اليابان صيف هذه السنة، حيث اضطرت اللجنة الأولمبية على خلفية جائحة “كورونا” تأجيل موعد الألعاب إلى السنة المقبلة، وهو ما سيسبب لليابان خسارة تصل إلى مليارين و700 مليون دولار، بحيث لم يسبق إلغاء أية تظاهرة عالمية إلا بسبب الحربين العالميتين، حيث ألغيت دورة سنة 1916، ودورتي 1940 و1944 فيما هذا التأجيل يعد لأول مرة في التاريخ الرياضي.

وإذا كانت نسخة أولمبياد طوكيو 2020 تأجلت فإن عددا من الملتقيات القارية هي الأخرى شملها قرار التأجيل ومنها نهائيات كأس إفريقيا للمنتخبات المحلية لكرة القدم، التي كانت ستحتضنها الكاميرون، كما أن جل البطولات الوطنية في المعمور توقفت، وما زال سيناريو استئنافها متضاربا في وقت تم إلغاء بطولة “الروكبي” بايطاليا بالمرة..

وفي المغرب أيضا تم إلغاء نسخة هذه السنة من الملتقى الدولي لألعاب القوى بالرباط، الذي كان مبرمجا في 31 ماي، لينضاف إلى باقي الملتقيات الأخرى، الذي كانت ستشهدها بعض الدول.

تأجيلات أو إلغاءات تعم الرياضة في شتى بلاد الكون، الذي لم تكن تنتظر شراسة هذا الوباء بهذا الشكل المخيف. وتختلط القرارات المتخذة مع تباين المصالح، خاصة في أشهر البطولات العالمية لكرة القدم.

هذا وكان بعض المشاهير سارعوا إلى تقديم أموال كمساعدة منهم سواء لفرقهم أو لبلدانهم للتخفيف من معاناة الشعوب مع فيروس “كورونا”، إلا أن الأرقام الكبيرة التي يستفيد منها بعض مشاهير الكرة من قبيل حصول نجم الكرة ميسي على 50 مليون أورو سنويا، وكريستيانو رونالدو على 31 مليون أورو دفعت بعض المسؤولين الرياضيين في أقطاب عديدة إلى التفكير في إعادة النظر في الأموال المرصودة إلى مشاهير الرياضة، وهو ما فهمه لاعبون سريعا وعملوا على قبول تخفيض رواتبهم، كما هو الحال لدى الفرق الألمانية، فيما فرض فريق أتلتيك مدريد على لاعبيه ذلك، ويتحفظ الآخرون على مثل هذه الخطوات، لكن الأكيد هو أن الأجور الدسمة، التي يستفيد منها اللاعبون والمدربون لن تبقى محصنة تفاديا لتسريح عدد من المتداخلين في الرياضة حيث عمدت أستراليا على تسريح 70 في المائة من العاملين في هذا القطاع.

الكرة المغربية هي الأخرى لن تكون بمنأى عن مخلفات وباء “كورونا”، وسيظهر هذا أكثر جلاء لدى الفرق الكبرى، التي تمتاز بمستشهريها وبمداخيلها المهمة من جماهيرها، إذ ستختلف التداعيات من فريق لآخر، وهذا شيء طبيعي، فالأهم حاليا هو الحفاظ على الأمن الصحي للمواطن (الرياضي) قبل أن تظهر بعض الإجراءات مستقبلا في ظل “سياسة الأولويات”، وكلما سبق اللاعبون والمدربون إلى التوافق مع إداراتهم مع هذه اللحظة إلا وستخلف خطواتهم ترحابا كبيرا من محبيهم.

Loading...