يوسف خليل السباعي
ستكون لي لقاءات مع الصحفي الخلوق عبد الكريم المقدم، في طنجة وتطوان وإسبانيا، وكان آخر مرة سنلتقي فيها بفندق الملكة كريستينا بالجزيرة الخضراء في مؤتمر من مؤتمرات جمعيتنا الخالبة الجمعية المغربية للصحافة، وكان المؤتمر من تنظيم جمعية صحفيي منطقة جبل طارق التي يرأسها الصحفي الإسباني خافيير مارتينيز، وكان هذا الفندق فخم، ورائع، وشاسع جدا، وهو فندق تاريخي معروف في الجزيرة الخضراء، وفي لحظات كانت تجمعني لقاءات محادثة مع الصحفي الخلوق عبد الكريم المقدم، حيث كان يروقه جدا ما أكتبه من روايات، خصوصا روايتي الأخيرة “روندا أرض الأحلام”، كما كان حديثنا يتناول قضايا مختلفة، وما يميز عبد الكريم المقدم هو خلوقيته، وثقافته، وتكوينه الصحفي، علاوة على كتاباته الصحفية التي كان ينشرها في جريدة “الاتحاد الاشتراكي” ومنابر إعلامية أخرى.
والحقيقة أن الرجل معروف في مدينة طنجة، وفي الحزب، وله علاقات طيبة مع زملائه الصحفيين.
إن عبد الكريم المقدم صحفي دقيق في مهنته، و جسور في كتاباته، ومارس ويمارس السياسة بنزاهة، وأنا أبحث في صفحته في الفيسبوك عثرت على صورة له مع الأستاذ عبد الرحمان اليوسفي رحمة الله عليه (أنظر الصورة) الذي رحل عنا اليوم، وهو يوم محزن، نودع فيه هذا الأستاذ والمجاهد النزيه، الصلب، الذي مارس السياسة في حقيقتها، وليس كما يفعل بعض القوم اليوم، فالسياسة هي فن الممكن، وليست ألاعيب للوصول إلى الكراسي والمناصب والمسؤوليات على أكتاف الغير، ثم التنكر لهم، ولكل المبادئ، ومكارم الأخلاق، والكذب، والتسلط، والطمع، وغير ذلك، والابتعاد عن الصدق والنزاهة، وهذه النزاهة والخلوقية هي من صفات الٱستاذ عبد الرحمان اليوسفي والصحفي الزميل والصديق الخلوق والطيب المحترم عبد الكريم المقدم.