يوسف خليل السباعي
هناك بساطة الأشياء، وبساطة الكلام، وبساطة اللباس؛ كما أن هناك بساطة الناس، ليس كل الناس، وإنما شريحة بسيطة إلى حد أنها لاترى؛ ماذا يحدث، والحالة هذه، لهؤلاء الناس البسطاء، الذين يعيشون بكرامة، وفي حال تهميش، بعيدا عن أي سلطة، أو غرور وأنانية، وغطرسة، وإيديولوجية؟!. يعيشون كالموتى، على الهامش.
الرجل الذي يظهر في هذه الصورة لانرى وجهه، إنه يمشي. إلى أين؟!… لم أكن أعرف.
في الصورة شيء غريب، وملتبس!
لا أعرف شيئا عن هذا الرجل سوى أنه يمشي في مدخل باب الصعيدة بتطوان، هذه الباب التاريخية.
وإذا كان الرجل يمشي، حقا، في الواقع الفعلي، فإن الصورة تجمده، بله تجمد حركته، وتجعل من حركته موتا.
إنه، وبكلمة واحدة، رجل مجهول، وبسيط، ومهمش، في صورة ميتة، لكنني لا أعرفه ولا أعرف شيئا عنه.
إن الصورة تجمد أي حركة في الزمن، ولاتحدد الكائن إلا ككليشيه.
إن الرجل من الماضي، لكنه حاضر في الماضي، ومستقبلهه مجهول.
الصورة تقول الكثير من الأشياء عن البساطة، ولكنها لا تقول شيئا في الوقت ذاته.