ربيع الرايس- الأحد 18 يوليوز 2021
يوجد فريق المغرب التطواني في مرحلة حاسمة من البطولة، مرحلة يقرر فيها مصير كل الفرق. البطولة حسمت لصالح الوداد، أكثر الفرق استعدادا. والمراكز الإفريقية مازالت محط نزاع ما بين الرجاء، التي لم تستطع الحسم بعد في المركز المؤدي للعصبة رغم توفرها على مجموعة قوية تفوق ما لفريق الجيش. اما في أسفل الترتيب فالصراع على أشده ويشمل أكثر من 8 فرق من بينها المغرب التطواني.
هذا الظرف الخاص يتطلب تركيزا خاصا للمجهودات، فالمغرب التطواني له كامل الحظوظ للبقاء بإضافة بعض النقط او حتى من دونها (حسب نتائج الفرق المنافسة وكثير منها سيلعب مع بعض أو ضد فرق قوية).
لكن عوض الصبر ودعم الفريق إلى آخر أنفاس الموسم ثم المرور إلى المحاسبة حين يحين وقتها، تصاعدت معاول الهدم من جديد وكأن هناك من يرغب في نزول الفريق لغرض ما… وتحركت احتجاجات بعض فصائل الجمهور في الشارع وكأن مكتب الفريق يتصرف في أموال وفرتها هذه الفصائل للفريق وتم تبذيرها وهو ما لم يحدث منذ إغلاق الملاعب في وجه الجمهور. ويعلم الخاص والعام هنا أن موارد الفريق تقلصت بشكل كبير منذ آخر سنوات المكتب السابق. وقد ورث المكتب الحالي وضعا صعبا حاول التغلب عليه. يمكن انتقاد المكتب في تدبير موضوع المدربين أو بعض “التفاتف” لكن وبكل موضوعية لم يكن بالإمكان أكثر مما كان إذ أنه من الصعب علي أي كان أن يتدبر 4 مليار من السنتيمات سنويا لتسيير الفريق في مدينة كتطوان. وعلى كل لم يظهر أي مرشح جدي ببرنامج دقيق لحد الآن.
وما يحدث هو أن ضغط تلك الفئة من الجماهير يدفع المكتب إلى ارتكاب أخطاء إضافية لا تزيد سوى من تعقيد وضعية الفريق كإقالة الدريدب، وهو ليس بالمسؤول عن الإصابات التي تضيع خلال المقابلة أو ضربات الجزاء “الهاوية” التي ترتكب وتؤدي إلى ضياع النقط. ثم مع تغيير الدريدب، لم يعوض مؤقتا المدرب بابن للفريق على اطلاع بخبايا البطولة المغربية. بل تم استقدام مدرب إسباني نطق بكلام “هزلي”، مدغدغا عواطف فئات من الجمهور، عن تأهيل الفريق للنهاية، متناسيا المهمة المباشرة ألا وهي تثبيت أقدام الفريق في القسم الأول . إنه لخطأ سيحسب ضد المكتب الذي لا يجب ألا ننسى له صبره وتدبيره لمرحلة دقيقة وهو ما يستحق الشكر عليه.
خرجت فئات من الجمهور، وستخرج أخرى، “للحيحة” في الشارع للمطالبة ب”رحيل” المكتب والمدرب واللاعبين… وماذا بعد؟ من سيسير الفريق؟ “خاي احمد” مول الصينية؟ رحمة بفريق المغرب التطواني ايها الناس ولا تدفعوه للحفرة التي ابتلعت النادي المكناسي والنادي القنيطري والنهضة السطاتية… فالمكتب قد يرحل، وسيرحل حتما لأنه ليس هناك شيئا يفرض على الناس تحمل السب والقذف في أعراضهم على الدوام. والمدربون سيرحلون لأنها سنة الكرة. واللاعبون سيذهبون لفرق أخرى لأنهم محترفين. وتلك الفئات من الجمهور “الغاضبة”، عن حق أو عن حسابات ما، ستتفرغ لشؤونها كما فعلت فئات أخرى كثيرة ساندت الفريق في مراحل أخرى من حياته… فماذا ستتركون من هذا المغرب التطواني؟ . قليلا من الذكاء والحكمة ورحمة بالمغرب التطواني.