الكرة المغربية تعود ل”زمن الرصاص” الرياضي – حرمان المُغرب التطواني من حقه

ربيع الرايس 6 غشت 2021-                      

اعتقد الجميع أن المغرب قطع مع عهد السيبة الكروية، خصوصا على عهد الرئيس الفاسي الفهري الذي لم يتدخل، ولم يترك أحده يجامله ب”هدية” ما، حين انهزم فريق الفتح (والفهري رئيسا له) بميدانه أمام المُغرب التطواني مضيعا بذلك أول لقب بطولة على فريقه (موسم 12-2011) ومتقبلا الأمر بكل روح رياضية. مع جامعة لقجع عدنا ل”فريق الرئيس” الذي يشتكي منه كل من قابله. حقيقة توفر لنهضة بركان فريقا قويا قبل هذه السنة، لكن حظي كذلك بعدة “دفيعات” قد تحسب لدافعيها ب”ترقيات” في مسارهم. والكل بتطوان يتذكر، مثلا، إصابة ليما مولاي الرائعة (والتي عاد فيها “الفار” تقريبا إلى بداية المقابلة لاصطناع مبرر إلغائها) التي رفضت للمُغرب التطواني حارمة إياه من نصر واضح ببركان.
لكن ما وقع بالأمس الخميس، 5 غشت2021، يفوق كل تصور جامعة لقجع تحرم فريق المُغرب التطواني من المشاركة في كأس الاتحاد الإفريقي وهي مشاركة نالها الفريق بكل استحقاق. وقد اخترعت لهذه الغاية وفي عين المكان (وليس في بداية الموسم كي تعرف جميع الفرق ما ينتظرها) “استشارة” لإحدى ‘اللجن” المجهولة وتدخل للكونفدرالية الإفريقية. ولأول مرة في تاريخ الكرة نسمع بأن هذه الكونفدرالية تتدخل عند نهاية البطولة لتغيير قوانين جاري بها العمل وتحدد من ترغب هي في اللعب. لم يقع هذا في إحدى الدول الإفريقية الصغيرة وحديثة العهد بالكرة، بل في المغرب، البلد الذي يواجه دبلوماسيا قوى تعتبر عظمى… أي هراء هذا ومن يثق بهذه الغباوة؟ ومن يا ترى حل محل المُغرب التطواني؟ الفريق المدلل للرئيس، نهضة بركان، رغم أنه لم يقدم موسما في المستوى وشاخت مجموعته. لكنه فريق الرئيس ويستحق كل أنواع الشطط لدفعه للواجهة الدولية… وما على ناس تطوان سوى أن يشربوا مياه بحر المتوسط، رغم وجود عبد المالك أبرون بالجامعة وهو رئيس سابق وعضو في النادي ووصل الجامعة باسمه (لم نسمع له صوتا في الموضوع)…
من المنتظر في مواقف كهذه أن نرى رئيس الفريق المظلوم يقيم الدنيا ولا يقعدها منتصرا للحق والقانون. وقد سبق لفريق المُغرب التطواني في سنوات السيبة الكروية ( موسم67-1966) أن أعلن انسحابه من البطولة كرد فعل على الظلم الذي تعرض له وطبق قراره لمدة…. لكن هذه المرة حسي مسي، لا كلمة عن المشاركة الإفريقية، بل فقط ملتمس محتشم عن الضرر الذي لحق بالفريق من جراء إغلاق (عقابي دون شك) لملعبه ومطالبة لطيفة برفع عدد فرق الأول ل18، وهو ما أعطت الجامعة لبودربالة وفتحي جمال والطاوسي (وهم دون شك من أصحاب الاختصاص في التدبير القانوني والإداري…) وشخصين آخرين للبث في الأمر والإفادة بجواب يوم 21 غشت الجاري، أي على بعد 3 أسابيع من انطلاق البطولة. على من يضحكون؟ الميركاتو ينتهي في 25 غشت والبطولة ستنطلق في منتصف شتنبر فهل المدة كافية للموافقة على قرار 18 وإعداد جدول مباريات يأخذ بعين الاعتبار كل التظاهرات الكروية الأخرى (المنتخب والكؤوس افريقية وكارثة كأس العرب للفرق…)؟ على من يضحكون؟
هناك من يعتقد بوجود “مقايضة” ما، المشاركة الإفريقية مقابل البقاء في القسم الأول وكأننا في سوق “الدلالة”. والواقع أن المُغرب التطواني ظلم مع الفرق التي أغلقت ملاعبها، وظلم أكثر لأن أقرب ملعب له باهظ الثمن (عكس الفرق الأخرى)، زيادة على الرحلات الطويلة والمتكررة، في وقت قصير، التي أرهقت اللاعبين وشتتت حتى شملهم العائلي بتوالي المباريات الجهنمي خارج تطوان. فالمُغرب التطواني حرم من التنافس الشريف في نفس شروط باقي الفرق وكان على مكتبه وجمهوره ومسؤولي المدينة أن يصرخوا، “اللهم هذا منكر”، مع نهاية مقابلات الذهاب وأن يمطروا الجامعة والوزارة المختصة والحكومة بالشكايات والملتمسات لتصحيح الاعوجاج ورفع الظلم. أما أن يفعل المكتب هذا الآن فيما قد يعتقده البعض “صفقة القرن” فهو خارج الموضوع مبدئيا وعمليا. مبدئيا من باب احترام القانون(الذي لا تحترمه الجامعة) وعمليا لأن لا أحد في الجامعة “ما مسوق للمُغرب التطواني”. طبعا لو تعلق الأمر بفريق الرئيس أو بفريق “كبير” فلن تتردد الجامعة في إيجاد مخرج “قانوني” لتوسيع عدد الفرق، ورغم أن فريق “المُغرب التطواني” (كنهضة الزمامرة…) له كامل الحق في مطلبه فلن ينال من هذه الجامعة سوى الخيبات كما وقع له طيلة الموسم…
يحكي القدماء بأنه على عهد أحمد النتيفي، وكان كاتبا عاما لجامعة الكرة والكل في الكل، كان من المستحيل أن تنزل حسنية أكادير أو الراسينك البيضاوي للقسم الأول، بل حتى فريق الجيش ذات مرة حين كان في وضع صعب، فيتم الرفع من عدد فرق القسم الأول. في إحدى المرات انسحب فريق الجيش الملكي من البطولة الوطنية (موسم 66-1965)، بمبرر التفرغ للبطولة العسكرية العالمية، تاركا مكانه للحسنية التي كانت مهددة بالنزول (في نهاية موسم 1964-65 فسقطت النادي القنيطري لوحدها) أما الراسينك فمن باب “الصدفة” أنها غادرت للقسم الثاني سنتين بعد خروج النتيفي من الجامعة. في تلك الأيام لم يكن للُمغرب التطواني كلمة وشكل الفريق مرشحا دائما للنزول و”حيطا قصيرا”. ثم أتى عهد الدليمي الأب وما صاحبه من تجاوزات (تبدو صبيانيات بيضي برشيد أمامها كنكت مضحكة) وقد وصل عدد الفرق في القسم الأول ذات مرة 20… كي لا ينزل اتحاد سيدي قاسم. دون الحديث عن الإمكانيات والمحاباة التي حظيت بهما نهضة سطات البصري وكوكب المديوري…
يبدو أننا عدنا لأيام الظلم الكروي والعبث والاستهتار بمدن بأكملها وطموحات شبابها وجمهورها… تصوروا ما قد يقع لو مس الأمر فريق الرجاء أو الوداد أو غيرهما من الفرق “الكبرى” !

Loading...