على إثر الانتخابات الأخيرة – هل هي مرحلة التسيير العقلاني بجماعة تطوان أم هي استمرار لمنطق “الوزيعة”؟

ربيع الرايس- 10 شتنبر 2021                     
خرجت تطوان من كابوس إدعمار والعدالة والتنمية وتنفست المدينة الصعداء… لكنه خروج ترك وراءه “كمشة” من المشاكل (خصوصا على مستوى مالية الجماعة ومديونيتها) سيتطلب الأمر وقتا طويلا لحلها… شريطة توفر الإرادة لذلك لدى المقيمين الجدد بالجماعة.
فماذا تقول التحركات الأولية للفائزين في هذا التصويت العقابي ضد حزب العدالة والتنمية؟
صراحة لا نفهم معنى لتشكيل مكتب الجماعة من 8 أحزاب؟ فهذا يحيلنا على منطق “العمارية” ومنطق “الوزيعة” سيء الذكر. لن نحاكم النوايا لكننا نعتقد بأن مكتبا مسيرا من طرف ثلاثة أحزاب ويعمل ضمن حكامة دقيقة كان سيعطي فكرة أولية عن الرغبة في التغيير والخروج من منطق توزيع “الكعكة” إلى منطق التسيير العقلاني. ما الضرر في أن تكون هناك معارضة قوية داخل المجلس مادامت الأغلبية متوفرة للمكتب ومادامت نية العمل صافية (متى توفرت)؟ وعلى ما يبدو فسيجد المكتب في بعض رموز الإعلام “الاتحادي” خصما قويا حسب ما انفجر في الوسائل الاجتماعية من مشاكل داخلية للحزب بعد الانتخابات…
يحمل المجلس الجديد وجوها غير مألوفة في العمل الجماعي، ولعلها تأتي معها بنفس جديد. لكنه في المقابل يتضمن أشخاصا تحملوا مسؤوليات رئيسية في فترة إدعمار(ومنهم من كان بنفس الحزب قبل مغادرة السفينة) بنفس المردود السلبي، وآخرين ربطوا مواثيق “وفاء” معه قبل التخلي عنه في الأمتار الأخيرة.
تطوان لا تنسى، لكنها لفظت هذه المرة إدعمار بسبب تسييره الكارثي و”نفخته” (وهي “نفخة على الخوا” كما يقال هنا)، بحيث لم تنفعه هذه المرة حتى قفف المساعدة “الإحسانية” طيلة السنة ولا أموال “الجمعيات” إياها. لكن للمدينة ذاكرة والحساب سيكون عسيرا مع المتلاعبين الجدد بأصوات المواطنين. فالتصويت كان عقابيا والعقاب قد يعود أشد قسوة في الانتخابات المقبلة.
نجهل مآل الطالبي العالمي لكننا نؤكد على أن تطوان في حاجة لرئيس حاضر معها وليس لرئيس بالمراسلة. كما نؤكد على أن تصريحه النافي عن تطوان حاجتها لملعب كبير مازال يتردد في آذان الساكنة هنا.
حذاري، لأن التصويت العقابي ضد جهة ما، ليس تصويتا على بياض لجهة أخرى…

Loading...