ربيع الرايس، تطوان في السبت 16 أبريل 2022-
عاد فريق المدينة الأول، المغرب التطواني، للقسم الأول بسرعة قياسية غير معهودة في تاريخ الفريق. وحق لجماهيره العريضة أن تعبر عن فرحتها السلمية في الملعب وعبر شوارع المدينة. هنيئا للجميع بهذه العودة التي نتمناها أن تكون عودة مظفرة، فمكان الفريق هو في القسم الأول بتاريخه وألقابه ولاعبيه الماهرين عبر السنوات.
لا يمكن فصل هذا النجاح عن مجهودات الطاقم التقني وعلى رأسه المدرب جريندو الذي أعاد الروح لفريق كان تائها ويسير في منحدر خطير على يد “مدرب” إسباني عجز عن ربح نقطة واحدة من 6 مقابلات (4 في القسم الأول و2 في القسم الثاني). نتمنى لجريندو مقاما طويلا بيننا…
ويعود الفضل كذلك للاعبين الذين ظلوا مخلصين للفريق (المحليين منهم والمنتدبين)، رغم النزول ورغم الصعوبات المادية التي صبروا عنها عموما.
وللمكتب الحالي، كذلك، دوره. فالرئيس الغازي (ومعه المكتب) صمد في وجه سيل جارف من الانتقادات عن أخطاء فعلية (اختياراته للمدربين الإسبان، مثلا، رغم ضعفهم) وأشياء خارجة عن طاقاته، كالحالة المادية للفريق. ومع ذلك استطاع الرئيس (والمكتب) من تدبير الأزمة وتحريك بعض الدعم الذي ساهم في عودة الفريق.
وهناك، طبعا، الجمهور الذي ساند الفريق بكل قوته حين سمح له بالعودة للمدرجات.
يحق للجميع أن يفرح بهذا الإنجاز الآن وأن يحلم بفوز ممكن بكأس العرش التي سيلعب الفريق نهايتها، لأول مرة في تاريخه، بعد نهاية شهر رمضان.
لكن دورنا كصحافة لا يقف هنا. وقد قلنا في مقال سابق : “سيعود الفريق في آخر الموسم، دون أدنى شك، للقسم الأول حيث المكان الطبيعي له. لكن!”
على المكتب أن يسائل نفسه هل يتوفر على القدرة الفعلية لتدبير أمور الفريق في القسم الأول؟ فالفريق نزل للقسم الثاني في عهده (مع الاعتراف بأنه ورث الكثير من المشاكل من الفترة السابقة). لا ننازع أحدا في حقه في التسيير، لكننا نذكر الجميع بأن الفريق سيتطلب ميزانية تفوق 3 أو 4 مليارات من السنتيمات. فهل المكتب الحالي قادر على توفير هذا المبلغ؟ هل انفتح على فعاليات المدينة التي بإمكانها دعم الفريق ماليا، ولا نتكلم عن “سياسيي” الجماعة ولا عن السلطات، فالسياسيين لا تهمهم سوى “الأصوات الانتخابية”. وقد عاين الجميع كيف تنكر الطالبي العلمي، أيام كان وزيرا، لمشروع الملعب الجديد بتطوان، والبكوري “المتعاطف” الحالي مع الفريق هو امتداد للطالبي هنا، ومن الأفضل الاعتماد على الطاقات المجتمعية بعيدا عن “تقلبات” السياسيين. أما السلطات، فمن الأفضل تركها تتفرغ لمهامها الأخرى كي لا نعيد زمن التحكم في الفرق وهو زمن لم يعط سوى نتائج ظرفية محدودة (أين هي الكوكب وأين هي اتحاد سيدي قاسم والنهضة السطاتية؟)…
على المكتب أن يسائل نفسه جديا وبنزاهة عن قدراته، فهل عمل على توسيع دائرة المنخرطين وهل يتوفر على استرتيجية لتسويق اسم الفريق والبحث عن مستشهرين وعن إشهار مدر للمداخيل؟
وهل فكر في توسيع علاقته مع الجمهور والاستفادة من دعمه (من خلال بطاقات الولوج المسبقة الدفع، مثلا)؟ وقد رأينا كيف عانى الجمهور المتعطش لفريقه، بالأمس، من التلاعب الخطير بقدراته الشرائية من خلال احتكار السوق السوداء لتذاكر الدخول والأثمنة الخيالية. من المسؤول عن هذه الكارثة وهل بإمكان المكتب الحالي أن يحاربها؟ لا نقول هذا من منطلق أن المكتب الحالي غير قادر على تحمل مسؤولياته، بل من باب التنبيه لما ينتظره او ينتظر أي مكتب آخر غيره… فتدبير الكرة أصبح أمرا جد دقيق الآن…
ويجب أن يتصدر موضوع الملعب الجديد مهام المكتب، أي مكتب. حرام أن يتعذب الجمهور المتشوق للكرة كما تعذب بالأمس، وقد شاهدنا كيف كان البعض يجلس في وضعية خطيرة على حافة السور المحيط بالملعب…أو إن تأخر بناء هذا الملعب، أن يتفضل السيد رئيس الجماعة “المحب للفريق” بتخصيص ميزانية لتوسيع ملعب “لامبيكا”. فيمكن توسيع الطاقة الاستيعابية بحذف جزء من “حلبة السباق” الدائرية والتي لا تصلح لشيء وتوسيع صفوف المدرجات، أو بناء طابق ثاني فوق “الكوربات”… أما الوضع الحالي للملعب فيضيع منه الجمهور الذي يتعذب وتضيع معه موارد الفريق الذي يحرم من قدوم فئات إضافية من الجمهور…
هذه بعض التساؤلات التي تدخل في صميم دورنا كرجال صحافة. فهل من آذان صاغية؟
نجدد التهنئة للجميع ونتمنى أن يستعد الفريق بجدية لنهاية كأس العرش بهدف الفوز. وهو ليس بالأمر المستحيل رغم “هيبة” الفريق الخصم و”الأولوية التي قد “تعطى” له لحسابات تتعلق ب”تمثيل المغرب إفريقيا” (وقد عاين الجميع كيف حرم المغرب التطواني منها في الموسم الحالي)…