معرض تطوان للصناعة التقليدية: توقيت قد لا يخدم طموحاته

ربيع الرايس

​في ظل الزخم المستمر الذي يشهده قطاع الصناعة التقليدية بالمغرب، افتتح يوم أمس الخميس 28 غشت الجاري بساحة الولاية بتطوان معرض للصناعة التقليدية يهدف إلى إبراز هذه الحرفة الأصيلة. المعرض الذي يحمل شعار “الصناعة التقليدية دعامة أساسية للتنمية المستدامة” يمثل خطوة إيجابية نحو دعم الحرفيين وتعزيز منتجاتهم. ولكن، ورغم النوايا الطيبة، فإن توقيت هذا المعرض يثير تساؤلات حول مدى فعاليته وقدرته على تحقيق أهدافه المرجوة.

​افتتاح المعرض في 28 من غشت، واستمراره حتى السادس من شتنبر المقبل ، يضعه في فترة حرجة للغاية: نهاية العطلة الصيفية وبداية الموسم الدراسي الجديد. عادة ما تكون هذه الفترة مشغولة بالتحضير للمدارس وشراء المستلزمات، مما يقلل من اهتمام الأسر بالأنشطة الترفيهية أو التسوق غير الضروري. وفي المقابل، كانت العطلة الصيفية فرصة ذهبية كان من الممكن استغلالها بشكل أفضل.

​تطوان، كغيرها من المدن الساحلية المغربية، تشهد تدفقا هائلا من الزوار خلال شهور الصيف. المغاربة القادمون من مدن أخرى، أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج، والسياح الأجانب يتوافدون على المدينة بأعداد كبيرة، مما يخلق حركة سياحية واقتصادية نشطة. تنظيم المعرض في أوج هذه الفترة كان سيعزز من حضوره بشكل كبير، حيث كان سيستقطب جمهورا أوسع وأكثر تنوعا، مما يتيح للحرفيين فرصة أكبر للترويج لمنتجاتهم وتحقيق مبيعات أفضل.

​إقامة المعرض في توقيت متأخر يجعله يبدو وكأنه مجرد “حدث” إداري أو بروتوكولي، لا يهدف إلى تحقيق أقصى استفادة ممكنة للحرفيين. قد يحظى باهتمام إعلامي في بداية افتتاحه، ولكن الأثر الحقيقي على الأرض سيكون محدودا. فالهدف من هذه المعارض هو أن تكون منصة حقيقية للبيع والتسويق، وأن تساهم في دعم الاقتصاد المحلي، وهو ما يتطلب اختيار التوقيت المناسب الذي يضمن أكبر عدد ممكن من الزوار.

​في المستقبل، ينبغي على الجهات المنظمة أن تأخذ بعين الاعتبار العوامل الموسمية وأوقات الذروة السياحية عند التخطيط لمثل هذه الفعاليات. فالتوقيت هو عامل حاسم في نجاح أي معرض، واختياره بعناية يمكن أن يحول المعرض من مجرد “حدث” إلى حدث اقتصادي مؤثر ومساهم فعال في التنمية المستدامة لقطاع الصناعة التقليدية.

Loading...